كل إنسان شخصيته وطبيعته الخاصة، وقد تبين أن طبيعة الشخصية تؤثر تأثيراً مباشراً على تطور الألم أو السيطرة عليه، وأصحاب التفكير الإيجابي يتعاملون مع الأزمات بشكل أكثر كفاءة وواقعية.
على سبيل المثال، كثيراً ما يردد الإنسان الإيجابي بعض الكلمات التي تدل أنه قوي وثابت في أوقات الأزمات، مثل: لست عاجزاً، أستطيع التعامل مع هذه المشكلة، لدي القدرة على تدبر أمري، أنا مصر على أن أبقى سعيداً وأستمتع بحياتي مهما صعبت الظروف، بل وأن أدخل السعادة في قلوب الآخرين، لا أنتظر الشفقة من أحد، كل ما أريده التفهم والتواصل، أفكر في طرق أفضل للتكيف مع المرض من أجل تحقيق حياة أفضل، ما زال لدي الكثير لأقوم به.
في المقابل تجد الإنسان السلبي محبطاً يائساً محطماً إزاء الأزمات والأمراض، فكثيراً ما يردد عبارات مثل: أنا فاشل، لا يحبني أحد، لا فائدة من العلاج، حظي سيء وسأبقى تعيساً إلى الأبد، أحمل المسؤولية على فلان وفلان، من المستحيل أن أعيش حياة طبيعية وأشعر أنني عبء على الآخرين.
تعريف التفكير الايجابي
يمكن تعريف التفكير الإيجابي بأنه ممارسة التركيز على الخير وتجاهل الشر والضرر عند التعرض للمواقف أو المشاكل، لكن لا يعني ذلك تجاهل الواقع أو المشاكل، لكن التفكير بطريقة إيجابية لإيجاد الحل المناسب لها.
يعود التفكير الإيجابي على صاحبه بالخير دائماً، ويؤثر بطريقة جيدة على صحته الجسدية والعقلية بشكل كبير، مثل تقليل خطر الإصابة بالنوبة القلبية، وخفض ضغط الدم، وزيادة مقاومة الأمراض، وزيادة مهارة حل المشاكل بسبب وضوح التفكير، وتعزيز القدرة على الإبداع، والبقاء في مزاج أفضل.
كيفية الوصول للتفكير الإيجابي؟
طريقة التفكير الإيجابي سهلة إذ يعتبر العقل البشري أداة قوية ويمكن تمرينه بالطريقة الصحيحة من خلال طريقة التفكير، مما يقود إلى حياة أكثر صحة وإيجابية، وفيما يلي الخطوات التي يمكن أن تساعدنا في الوصول إلى طريقة التفكير الإيجابي:
- التركيز على الممكن: ليس بوسع الإنسان صنع المعجزات، ولن يستطيع تغيير العالم من حوله، ولن تغير مزاج رئيس العمل أو الزوجة أو الأولاد، ولن تحل مشكلة الفقر أو البطالة، كل ما على المرء فعله هو أن يحرص على أن يكون إنساناً إيجابياً ومواطناً صالحاً وزوجاً طيباً وأباً رحيماً، ولا ينتظر المحبة من أحد بل يفعل ما من شأنه أن يقربه من الله والعباد.
- تحفيز اعتبار الذات: يمكن للمرء ممارسة كل الوسائل التي تزيد من ثقته بنفسه، وتقديره لمعنى الحياة، ومن الممكن التكلم إلى صديقنتثق به للبوح بالأسرار والمشاعر، لذا من الأفضل التواصل مع الأصدقاء ومع العائلة، والاهتمام بالأناقة والمظهر الخارجي، كما يجب وضع الأهداف اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية ولتسهيل تحقيقها، ويمكن مكافئة الشخص لنفسه عند تحقيق مايتطمح إليه، يمكن العمل على مساعدة الآخرين وتقديم العون لهم، وخوض تجارب جديدة مهما كانت بسيطة مثل زيارة مكان لم تتم زيارته من قبل أو التعرف إلى شخص جديد، أو قراءة كتاب جديد، أو ممارسة هواية لم تمارس من قبل.
- تطوير نظام اجتماعي متميز: لا شك أن التعامل مع الآخرين يثري يوم الشخص وروحه بما هو مفيد، لذا يجب عدم التردد بقبول الدعوات إلى المناسبات المختلفة، والتعرف على الآخرين والتواصل مع الآخرين عبر الإتصالات الهاتفية والرسائل والبريد الالكتروني، وترسيخ الثقة بالنفس، والمبادرة بالتواصل مع العائلة والأصدقاء بدل أن إلقاء اللوم عليهم واتهامهم بالتقصير والخذلان.
- تحسين القدرة على التواصل: كثيراً ما تحتدم لدينا المشاعر والأفكار فنكبتها ونرفض البوح بها من باب الخجل والتكتم، الأصل هو البوح بالأفكار والمشاعر للناس المقربين، فهذا له دور أساسي في تفريج الهم وتخفيف الألم ومساعدة الآخرين على فهمنا أكثر.
- طلب المساعدة: كون الشخص قوياً مستقلاً لا يعني أنه ليس بحاجة إلى الآخرين، كل الناس بحاجة إلى بعضهم البعض، يمكن طلب المساعدة من الآخرين حتى لو لم يبادروا هم إلى ذلك.
- الشكر والمجاملة الصادقة: كثيراً ما نغفل إظهار حبنا للآخرين خصوصاً من يقفون معنا في الأوقات الصعبة، يجب أن يتذكر الشخص دائماً أن يعبر عن امتنانه وشكره لمن حوله، وذكر ميزاتهم، وتأكيد الامتنان لما قاموا به.
- الحفاظ على الروتين اليومي الطبيعي ما أمكن: وذلك بممارسة النشاطات اليومية قدر الإمكان مثل قضاء وقت خارج المنزل لزيارة صديق أو التسوق أو التنزه.
- ممارسة الضحك والمرح: كأن يجلس الشخص ضمن جلسة ممتعة أو يشاهد فلماً كوميدياً، أو يمارس هوايات ممتعة.
- الإسترخاء: يمكن محاولة ممارسة الاسترخاء مثل اللجوء إلى اليوغا أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو ممارسة العبادة وقراءة القرآن والذكر.
- تحديد أهداف منطقية وسهلة التحقيق: عند التوجه لتحقيق أهداف تتعلق بوضع اشخص الصحي، يجب عليه اختيار هدف محدد واضح ضمن فترة زمنية محددة، ممكن التحقيق على أن يكون واقعي وقابل للتطوير مع الممارسة.
الأصل أن يبوح الشخص بأفكاره ومشاعره للناس الذين يحبهم، فهذا له دور أساسي في تفريج الهم وتخفيف الألم ومساعدة الآخرين على فهمنا أكثر
اخلاء مسؤولية! هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي جامعة الرازي