جائحة كورونا فرصة كبيرة للأتمتة في الشركات

جائحة كورونا فرصة كبيرة للأتمتة في الشركات

شهد عام 2020 تزايد الاعتماد بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في مواجهة التحديات التي نشهدها على كوكب الأرض، ولعل آخر هذه التحديات فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” الذي أصبح حديث العالم على مدار الساعة؛ حيث يُعتبر التعلم الآلي أهم قدرات الذكاء الاصطناعي، فمن خلال هذه القدرة يُمكن تحديد الأنماط المعقدة في مجموعات كبيرة من البيانات، وإذا تم استخدامه على الوجه المطلوب، من الممكن أن يتجاوز الذكاء الاصطناعي البشر، ليس فقط في السرعة بل في الدقة عند تحديد الأنماط في البيانات التي قد يتجاهلها البشر، إذن ماذا قدم الذكاء الاصطناعي خلال وباء كورونا؟ في الحقيقة أن الذكاء الاصطناعي لم يقف عند حد معين، فهناك تطوير دائم من أجل استمرار رخاء البشرية وحمايتهم من الأخطار.

الذكاء الاصطناعي خلال وباء كورونا

بلا شك أن هناك الكثير من الشركات في مختلف أنحاء العالم التي تتطلع إلى الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وربما لاحظنا عددًا من الشركات المحلية والعالمية تجري محاولات عديدة لتحسين تجربة المستخدم لديها؛ من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في كل الحلول التي تقدمها، فلا أحد منا يستطيع إغفال المميزات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي من أجل خدمة البشر على كل المستويات الشخصية والطبية والصناعية وكذلك التجارية، كما يهدف إلى حمايتهم والحفاظ على أرواحهم، مثلما نُلاحظ استخدام الإنسان الآلي في الأعمال الشاقة والخطرة في ميادين العمل المختلفة، فضلًا عن متابعة الحالة الصحية للمرضى وتوفير المساعدات اللازمة لهم؛ حيث يتوقع بعض المستثمرين؛ ومن بينهم رجل الأعمال تيج كوهلي الذي يهتم بمواكبة التطورات التكنولوجية، أن تبلغ قيمة قطاع الذكاء الاصطناعي نحو أكثر من 150 تريليون دولار بحلول عام 2025.

دور الذكاء الإصطناعي في جائحة كورونا

ماذا قدم الذكاء الاصطناعي خلال وباء كورونا؟

يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا كبيرًا في مواجهة التحديات التي تواجه العالم يومًا تلو الآخر، وكما ذكرنا سلفًا أنه تم تسخير هذا القطاع في مواجهة جائحة كورونا، وفي هذا الصدد كشف تقرير فرنسي نُشر مؤخرًا عن أن شركة بلو دوت المتخصصة في مراقبة الأمراض المعدية تمكنت من تنبيه عملائها إلى المخاطر القادمة من الصين اعتبارًا من نهاية شهر ديسمبر من العام الماضي، أي قبل عشرة أيام من إعلان منظمة الصحة العالمية، وتمكنت خوارزمية للذكاء الاصطناعي من اكتشاف الفيروس الصيني، وكانت الشركة الكندية الناشئة التي طورت هذه الخوارزمية أكدت أنها قادرة على اكتشاف الأوبئة بسرعة كبيرة.

تُعتبر جائحة كورونا فرصة كبيرة للغاية للأتمتة في الشركات، خاصة بعدما لعبت تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا في محاربة وباء كورونا، فهما يعملان معًا من أجل اكتشاف الأدوية، ويساعدان في تقييم انتشار الوباء، ولنأخذ مثالًا هنا إذا كانت الشركات والمصانع تعمل على أتمتة أجزاء من عملية التسليم، فإن الوضع الحالي سيؤدي إلى توسع المزيد من الشركات في الأتمتة لكل الخدمات أو المنتجات التي تُقدمها، ولا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي في تتبع انتشار جائحة كورونا، بل يدخل في عمليات تطوير لقاح للقضاء على الوباء؛ وذلك من خلال التحليل للرعاية التي يتلقاها المرضى والتي تُساعد هذه التقنية في تحديد أفضل استراتيجيات العلاج.

في نهاية المطاف، تعمل المراكز البحثية في العديد من بلدان العالم على التطوير والبحث من أجل الوصول إلى علاج للقضاء على جائحة كورونا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ومحركات المعلومات والتي تلعب دورًا كبيرًا في تجميع وتحليل المعلومات للمساعدة في فهم آليات المرض وسُبل انتشاره، ومن ثم يتم تلخيص البيانات والرؤى من محركات المعلومات لصنع أدوية جديدة تطارد هذا الوباء.


المصدر: مجلة رواد الأعمال

اخلاء مسؤولية! هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي جامعة الرازي