حتى يكون البحث العلمي ناجحاً، لا بد من توافر شروط علمية فيه، منها:
١- أن يُقَدم شيئاً جديداً.
من الضروري جداً أن يُقَدًر القارئ أهمية الموضوع الذي سيكتب في وجِدًته وطرافته، فلا يكتب في موضوع سَبَقَه غيره إليه فأشبعه بحثاً وتحليلاً وبياناً، اللهم إلا إذا كان قد تناول جانباً من جوانبه، فلا بأس أن يختار جانباً آخر، ولا شك أن لكل موضوع عدة جوانب
٢- الحيوية و الواقعية.
ومن أهم عوامل نجاح الموضوع أن يكون حيوياً واقعياً، له صِلة قوية بميل القارئ وحاجات المجتمع، وكلما اتسعت دائرة الانتفاع به زادت أهميته، فالكتابة في موضوع يهم الناس ويقدًم لهم نفعاً، أو حلولاً لمشاكلهم، أو يشخّص لهم مرضاً، أو يسعى في تطوير مجتمعهم وراحتهم ورفاهيتهم، أهم من الكتابة في موضوع خيالي بعيد عن واقع الناس؛ لأنهم لن يهتموا به.
٣- خصوبته وقوة مصادره.
ومن عوامل نجاح البحث أيضاً خصوبة مادته وأفكاره، وغزارة مصادره و توافرها، وعلى العكس من ذلك البحث الفقير بالمادة العلمية، الفقير بالمصادر فلن يكون ناجحاً وسيُتِعب كاتب كثيراً، ولذلك كان من أهم واجبات الباحث قبل اختيار بحثه أن يبحث عن مصادره، ليعرف؛ هل يستطيع الكتابة فيه أو لا؟
٤- وضوح المنهج وتنظيم الخطة.
من عوامل نجاح البحث وضوح منهجه، وتنظيم خطته بشكل منطقي واضح مستوعِب، فيوزع أفكاره الرئيسية ضمن أبواب مفصول منسمجة، ثم يبدأ الكتابة بحيث يسلسل أفكاره، وينتقل مع القارئ من نقطة إلى أخرى في ترابط، فيُحِس قارئ بحثه انه يهظم ما يقرأ، فلا ينتقل لما بعده إلا وقد استوعب ما قبله وفهمه، وعلى العكس يكون الغموض.
٥- تحديد عنوان الموضوع بدقة.
أنً عنوان الموضوع يجب أن يعبًر عن مضمونه، وتخُتَصر عناوين الأبحاث عادةً في كلمتين او ثلاث، فيجب على الباحث أن يُحدد عنوان موضوعه تحديداً دقيقاً، ولا يخرج في المعالجة عنه، ولا يمهَد له بالمقدمات الطويلة جداً، أو يأتي بمتعلقاته بشكل موسًع جداً، فيه استطراد وشطط وخروج عن المقصود، بل يحاول التركيز الجاد على موضوعه، وعدم ذكر ما لا يتعلق به.
٦- سلامة الأسلوب ووضوح العبارة.
إنً مما يُكسِب البحث أهمية كبيرة، سلامة أسلوبه من الأخطاء النحوية واللغوية، ووضوح عباراته، وعدم غموضها، وأنَّ مما يُفقد البحث أهميته كثرة الأخطاء النحوية أو اللغوية أو العلمية، فعلى الباحث أن يَحرِص على الكتابة وفق الأساليب الإنشائية العربية الفصيحة، محاولاً قدر الإمكان تجنب الأخطاء النحوية واللغوية.
٧- دقة المعلومات.
لاشك أنَّ المعلومات الموثًقة بذكر مصادرها، والمبيَّنة بالأرقام، تدل على الدًقة في البحث وتعطي القارئ معلومات أكيدة، وعلى العكس من ذلك النقل الجُزاف من الذاكرة، أو ما يتناقله الناس دون تمحيص أو تدقيق وبحث عن مصادره، والتأكد من سلامته، أمور تفقد البحث أهميته وقيمته.
٨- تعميم النتائج.
لابد أن تكون نتائج البحث قابلة للتعميم على الحالات المماثلة، وفي حالة استخدام العينة يجب التزام الأسس التي تكفل التمثيل الصادق لمجتمع الدراسة.
اخلاء مسؤولية! هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي جامعة الرازي